وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وسع للكبير


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تحيا الشريعة الإسلامية... قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 315
نقاط : 957
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/02/2013

تحيا الشريعة الإسلامية... قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: تحيا الشريعة الإسلامية... قصة قصيرة   تحيا الشريعة الإسلامية... قصة قصيرة Emptyالإثنين فبراير 04, 2013 10:01 pm

( 1 )
فوجئ بأن أبواب القطار كلها موصدة .. اتجه بسرعة إلى نافذة مفتوحة وحاول أن يقفز منها إلى داخل القطار حاملا معه قفته العتيقة .. كانت النافذة أضيق من أن تتسع لدخوله وقفته معا .. اكتشف هذه الحقيقة بعد محاولتين أو ثلاث .. تردد لحظة, هل يدخل أولا أم يلقي القفة أولا؟ .. قبل أن يقرر هاجمه خاطر مزعج أن الجنيهات المائة قد تكون سرقت منه في الزحام .. مد يده في حركة عصبية إلى جيب الصديري القديم المتهالك, تنفس الصعداء عندما وجد الحافظة مكانها.
أطلق القطار صفارة المؤذن بالرحيل .. ألقى القفة بسرعة إلى داخل النافذة ثم قذف نفسه خلفها في اللحظة التي بدأت عندها عجلات القطار تدور, دوت صرخات في أذنيه أعقبتها عدة شتائم فالتة من الركاب الجالسين الذين سقط هو وقفته فوقهم..
هيئ إليه أن أحدهم ربما قد ضربه بقبضة يده .. لم يهتم لذلك .. المهم أنه قد صار بالفعل داخل القطار .. مد يده مرة ثانية ليتأكد من بقاء الحافظة في جيبه. لو تأخر لحظة لفاته القطار, ولضاعت ثمانية وتسعون قرشا, وهي ثمن تذكرة الدرجة الثالثة من مدينتهم إلى القاهرة .. عندما وجد له مكانا يقف فيه وبجواره قفته بدأ يبتسم ويعتذر للجالسين عما سببه لهم من أذى.
استطاع بصعوبة أن يتبين ملامحهم فهم على ما يبدو من الطلبة, فأعمارهم صغيرة هكذا بدت له صورتهم المهتزة في عينيه قبل أن يتنهد في أسى على ما أصاب بصره من كلل ومرض تذكر أن الأمور سوف تعود كما كانت .. فها هو ذاهب أخيرا ليشتري الدواء بعد أن وفر بالكاد ثمنه.
- مائة جنيه ... كثير هذا يا دكتور.
هكذا قال للطبيب الذي عرض عليه عينيه منذ أشهر ثمانية.
- معذرة هذا الدواء الوحيد لحالتك .. ربنا معاك.
ظل لثمانية أشهر يجمع القرش فوق القرش ويحرم نفسه من ضروريات الحياة لشراء العلاج. كان لابد من العلاج فالبصر يضعف يوما بعد يوم .. والزبائن قد انصرفت عنه لسوء حلاقته .. لم يعد في القرية كلها من يقبل على الحلاقة عنده إلا ثمانية أو تسعة بيوت يحفظ لهم هذا الجميل ولن ينساه.
هو ذاهب اليوم للقاهرة لشراء الدواء .. وبالمرة سيزور ابنه (عماد) في سجن الاستئناف. تهلل وجهه عندما تذكر ابنه .. هو لم يره منذ أربعة أشهر كاملة بعد أن انتهت محاكمته. كان جالسا وأعصابه متوترة وهو يستمع إلى مرافعة المحامي عن ولده .. أحس بأن المرافعة ضعيفة .. فالمحامي صغير وغير متمرس. وهو محامي منتدب جاءت به المحكمة لما عجز عن توكيل محامي كبير لابنه. عندما أنهى المحامي مرافعته وجد نفسه يندفع ليخاطب القاضي..
- يا سعادة البك أنت والد, وصاحب قلب كبير .. هذا المتهم ابني وفلذة كبدي .. وإذا كان أخطأ يا بك بالسرقة وهذا عار وعيب وحرام .. فهو لم يسرق إلا لفقره يا بك .. هذا الولد وأنا وأمه لم نأكل اللحم منذ ثمانية أشهر من عيد الأضحى الماضي وهو سرق ليأكل .. إن كان هناك خطأ فانا المخطئ لأني عاجز عن إطعامه و .. وأنا ألتمس منكم الرحمة به.
سالت عيناه بالدموع ثم أردف قائلا:
- وشرع ربنا يحكم أن من سرق ليأكل فلا يقام عليه حد السرقة .. وسمعت أن الواعظ في البلد قال أن سيدنا عمر بن الخطاب لم يقطع يد السارق في عام المجاعة .. وأنت يا بك أحسن من يتأسى بسيدنا عمر بن الخطاب .. ينصر دينك يا شيخ لا تحبس ابني فيؤنبني ضميري طول عمري لأن فقري هو السبب في سجنه و ...
طرق القاضي بمطرقته .. فسكت مرغما ورفعت الجلسة وبعد عدة دقائق عاد القضاة ليعلن كبيرهم الحكم .. الحبس ثلاث سنوات....
هتف في عصبية:
- يسقط الظلم ملعون أبو القانون .. يحيا سيدنا عمر بن الخطاب .. تحيا الشريعة الإسلامية.
أخرجه حرس المحكمة بالقوة من القاعة وهو يلتفت من خلف دموعه ليشاهد ابنه الواقف يبكي خلف القضبان ..
ترقرقت الدموع في عينيه وهو واقف بالقطار عندما تذكر هذا المشهد .. حبس دموعه كي لا يشاهدها من حوله .. تمتم في سره .. يحيا سيدنا عمر بن الخطاب .. تحيا الشريعة الإسلامية .

( 2 )

قرر أن يذهب لزيارة ابنه أولا, ثم يذهب إلى الصيدلية التي أعطاه عنوانها الطبيب لشراء الدواء بعد ذلك .. غمز بقدميه القفة ليتأكد من أنها موجودة إلى جواره .. ففيها طعام لولده.
للمرة الثالثة سأل الجاويش عن سر تأخر ولده عن حضور الزيارة ..
- سيأتي حالا قلت لك مائة مرة سيأتي .. ما هذا الإلحاح .. صدعتني ولا سيجارة ولا كوب شاي منك حتى الآن.
تظاهر أنه لم يسمع شيئا رغم أن الإشارة واضحة تماما .. عاد إلى المقعد المتهالك بجوار قفته .. قلب نظره في الأهالي والمساجين من حوله .. بعد قليل أحس بحركة نحو الباب .. وقف ومد عنقه ينظر .. لم يستطع رؤية شيء ذي معنى .. اقتربت منه الضوضاء واكتشف أن أربعة رجال يحملون فيما بينهم شيئا ما, فوجئ بهم يقتربون منه ..
- ما هذا هل يكون هو؟؟؟؟
صاح في خوف ..
- عماد ..
- أجاب بصوت ضعيف
- أبي ... أبي
انكفأ فوقه وهو ممدد على لوح خشبي وراح يقبله ويسأله:
- ماذا جري؟ ماذا أصابك؟
- أطمئن .. بسيطة .. مرض بسيط ..
صاح أحد الرجال الأربعة الواقفين:
- قل له يا عماد الحقيقة..
ردد نظرة بين الوالد والرجل الواقف ثم صاح بولده:
- قل لي يا بني الحقيقة..
- بصراحة يا عم الحاج عماد حالته خطيرة ولابد من العلاج بسرعة .. والسجن ليس عنده دواءه .. وعماد يحتاج إلى النقود لشراء هذا الدواء.
- لا .. لا تصدقه يا أبي .. الأمور بسيطة ..
- طبيب السجن الذي قال هذا يا حاج ..
- لا .. لا تصدقه يا أبي .. الطبيب يبالغ.
التفت إلى الرجل الواقف وقال له:
- كم يحتاج يا ابني؟ ما هو ثمن الدواء؟
- الطبيب قال يا حاج إن الدواء بستة وثمانين جنيها.
- عض عماد على شفتيه .. حاول أن يكذب .. التفت إليه أبوه:
- هكذا تخفي علينا يا عماد .. فممن تطلب يا ولدي إذا لم تطلب من أباك ..
- لماذا لم ترسل لنا خطابا؟
قال الرجل الواقف:
- خمسون يوما يا حاج وهو على هذا الحال.
- لماذا يا بني؟ .. أنا أبوك ..
ترقرق الدمع في عين عماد .. فهو يعرف أن أباه لا يملك من حطام الدنيا ربع هذا المبلغ ....
- الخير كثير يا بني .. كثير والحمد لله.
- مد يده إلى حافظة نقوده .. أخرجها من جيبه .. فتحها وهو يبتسم ابتسامة عريضة .. أخرج منها الأوراق العشرة ..
- ممنوع يا حاج .. ممنوع إعطائه نقود هنا يا حاج ... ضعه له على بوابة السجن في الأمانات ..
- أعاد الحافظة إلى جيبه وهو يلتفت إلى ولده ويسأله عن حاله قبل أن يصرخ الجاويش على انصراف الزيارة فورا.

( 3 )

أحس براحة عجيبة وهو راجع بالقطار .. كان متعب الجسد, خاوي الجيب .. لم يكن معه الدواء الذي حضر من أجله, إلا أن أحساس السعادة كان يغمره .. كان في قمة السعادة لأنه دفع ثمن الدواء لابنه .. زادت سعادته أكثر وأكثر عندما تذكر أن ما دفعه لابنه هو ثمن دواء عينيه.
ابتسم وكأنما أعجبه أن تبقى عينيه مريضتين في مقابل شفاء ولده .. حمد ربه أنه أصابه بعينيه كي يجمع المائة جنيه ويأخذها عماد, حملق في شباك القطار تمتم في نفسه:
- ليس بصري ضعيفا للدرجة التي يحتاج فيها للعلاج.
خيل إليه أنه يرى صورة ولده أمامه .. آلمته الحالة التي رآه عليها بالسجن ..
عاد وتذكر أنه سيعالج ويشفى .. وغدا سيخرج من السجن رغم أنف الجميع ..
تمتم في نفسه:
- ملعون أبو الظلم ..
رفع صوته صائحا في ركاب القطار:
- يحيا سيدنا عمر بن الخطاب ... تحيا الشريعة الإسلامية.

- تمت -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assemabdelmaged.alafdal.net
 
تحيا الشريعة الإسلامية... قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحيا الشريعة الإسلامية
» خيوط الألم .... قصة قصيرة
» بوابة صلاح الدين .. قصة قصيرة
» قصة قصيرة
» قصة قصيرة .. النعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وسع للكبير :: أدب اسلامي :: أدب اسلامي-
انتقل الى: