وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وسع للكبير


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  - توبة حرامي -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 315
نقاط : 957
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/02/2013

 - توبة حرامي - Empty
مُساهمةموضوع: - توبة حرامي -    - توبة حرامي - Emptyالإثنين فبراير 04, 2013 10:09 pm


- توبة حرامي -
بقلم : عاصم عبد الماجد

• بمجرد أن فتحت لي زوجتي الباب وحتى قبل أن أخطو إلى الداخل صاحت بي في توتر: لماذا تأخرت؟, تعجبت من سؤالها.. فأنا في الحقيقة لم أتأخر.. وهى تعلم ذلك جيداً.. فأنا قادم من سفر بعيد من قلب الصحراء حيث يقع ذلك السجن الرهيب على بعد عدة مئات من الكيلو مترات.. وبعد أن أكملت خطوتين اثنتين فقط إلى الداخل وقبل أن أتمكن من التقاط أنفاسي للإجابة على تساؤلها فوجئت بها تسألني سؤالاً آخر أشد غرابة.. هل حدث لك شيء؟!, بالطبيعة لم يحدث لي شيء.. فهي تراني أمامها بكامل هيئتي سليماً معافى والحمد لله.. وقبل أن تفتح فمها بسؤال آخر عاجلتها بالقول: عماد يسلم عليك كثيراً, انطلقت في ذات النبرة المتوترة تسألني: هل حدث له شيء؟.
• انقبضت لهذا التساؤل الغريب هو الآخر.. كنت قد وصلت بالكاد إلى غرفة نومي فألقيت بجسدي فوق السرير الذي أصدر صريرا عالياً يشبه الاعتراض على تلك الحركة العنيفة التي باغته بها.
• لقد سأل عليك ثلاث مرات من بعد العصر حتى الآن هكذا قالت.. لم أفهم بالطبع من يكون هو وقبل أن أستفهم منها عمن يكون أردفت بسرعة: قال لي بمجرد أن يأتي فليخبرني بالهاتف لأحضر.. استطعت أن ألتقط منها خيط الحديث بعد أن هدأت أنفاسي: من هو؟, محروس.. المخبر.
• أخيراً فهمت ما تقصده.. وعرفت لماذا هي متوترة.. فمحروس إذن هو سبب هذا التوتر.. في الحقيقة كنت أنا المخطئ لأني لم أخبرها بما دار بيني وبينه منذ ثلاثة أيام فقد فوجئت به يبدي تعاطفه مع عماد ويخبرني أنه يريد أن يخدمنا لإنهاء اعتقاله الذي تجاوز عشرة أعوام وبدون ذنب, تعجبت من قوله هذا خاصة وأنه هو - أي محروس - قد كان ضمن القوة التي جاءت لاعتقاله بعد عودته من صلاة الفجر مباشرة.. كان يومئذ فظاً غليظاً.
• قبل أن أتمكن من سؤاله عن سر تغيره هكذا أخرج لي ورقة مطوية بعناية ووضعها في يدي وهو يقول بصوت تعمد أن يجعله هامساً: لو كتب اسمه على هذه الورقة.. سيخرج فوراً.. أبديت دهشتي من ذلك فنحن حصلنا على ثلاثة وعشرين حكما قضائياً بالإفراج عنه.. وكلها لم تنفذ.. فهل يكفي كتابة اسمه على هذه الورقة ليخرج.. ويخرج فوراً كما يقول محروس.. ضغط بيده على كوعي وهو يقرر بثقة: أيمن بك وعد بذلك.. هو متعاطف مع عماد.. ازداد توجسي، فأيمن بك هو المسئول عن اعتقال عماد وعشرات آخرين من مدينتنا الصغيرة.
• فتحت الورقة المطوية وقرأت في أعلى منتصف الصفحة ..إقرار توبة.. ازداد صوته انخفاضاً وهو يقول لي: هذه خدمة لا نقدمها إلا لأناس مخصوصين.. قالها وهو يخرج دفتراً صغيراً من جيبه وسأل عن موعد زيارتي لعماد في معتقله.. دوّن التاريخ وانصرف.
• والآن كان علي أن أشرح لزوجتي هذا كله.. لكني متعب ومرهق وأريد أن أنام.. ليتها تتركني ولو إلى الصباح ولكن نظرة عينيها المتوترتين وتوتر عضلات وجهها كانا نبئاني أنها لن تتركني.. جلست في السرير وتهيأت لكي أقص عليها ما حدث مع محروس ثم ما حدث اليوم مع عماد.
• ثلاث طرقات متتابعات على الباب جعلتها تقفز وهى تقول: لابد أنه هو, بالفعل كان هو كما توقعت زوجتي, كان هو الآخر متعجلاً متوتراً.. جلس في مقعده متوثباً كما لو كان صائداً ينتظر فريسته.. كنت أعلم أن الفريسة التي يريدها في جيبي وأنها ستكون بين يديه قبل أن يغادر المنزل.. لكنه كان أكثر تعجلاً مما توقعت.. عندما وردت يدي إلى جيب سترتي تعلقت بها عيناه ولما رآها تخرج بالورقة المطوية تهلل وجهه فرحاً وراح يثني بعبارات ملؤها التعظيم على عماد ولدنا – كذا قال – وأنه مثال للشاب الملتزم المستقيم فجأة تغير وجهه عندما فتح الورقة ووقعت عيناه على الاسم المدون أسفلها.
• تغيرت أيضا نبره صوته وهو يسألني عن معنى هذا.. بعد أن أستمع إلى جوابي كانت صورته وصوته قد غادرا إلى الهيئة التي كنت أعهدها منه يوم حضر لاعتقال عماد.. راح يمزق الورقة في غيظ ظاهر ثم قام مهددا متوعداً واتجه صوب الباب دون أن يستأذن في الانصراف عندما صفقه وراءه بقوة.. قفزت زوجتي من خلف باب حجرتها حيث كانت تراقب الموقف وبالطبع سألتني عن معنى ما حدث.
• في الحقيقة كنت مندهشاً فهو – أي محروس – الذي قال لي إنهم يرحبون بالتوبة وأن كل من يضع اسمه على إقرار التوبة يخرج فوراً.. وعماد أخذ منى الإقرار في الزيارة وقرأه وضحك.. نعم هو رفض أن يوقع عليه لكنه نادى على شاب في مقتبل العمر وعرض عليه الورقة.. بينما كان هذا الشاب يوقع عليها سألته عمن يكون خاصة وقد وجدت هيئته تخالف هيئة عماد وإخوانه.. قال لي وهو يبتسم: مسجون جنائي.. حرامي.. أردف قائلا: قال لي منذ أيام قليلة أنه يريد أن يتوب.. غصت في السرير وأنا أحكي ذلك لزوجتي وعندما دهمني النعاس كنت لا أزال مندهشاً من غضب محروس المفاجئ ومن تمزيقه للورقة، رغم أن اللص قد تاب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assemabdelmaged.alafdal.net
 
- توبة حرامي -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وسع للكبير :: أدب اسلامي :: أدب اسلامي-
انتقل الى: