وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وسع للكبير


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 بوابة صلاح الدين .. قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 315
نقاط : 957
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/02/2013

بوابة صلاح الدين .. قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: بوابة صلاح الدين .. قصة قصيرة   بوابة صلاح الدين .. قصة قصيرة Emptyالإثنين فبراير 04, 2013 10:12 pm



بوابة صلاح الدين .. قصة قصيرة
بقلم/ عاصم عبد الماجد
أمتأكدة أنت مما تقولين يا خالة؟
أي والله يا بني.. اليوم ستفتح البوابة.. بوابة صلاح الدين؟
نعم بوابة صلاح الدين.
لم تكد المرأة تنهي كلمتها هذه حتى أطلق "سامر" ساقيه للريح.. كان يعدو بسرعة كبيرة وكأنه في سباق مع الزمان, أو كأنه فار من وحش كاسر يطارده.
هو نفسه كان متعجباً من هذه القوة الرهيبة التي حلت في ساقيه.. بل في جسده كله وراحت تدفعه دفعاً إلى الأمام.. كان في الحقيقة يهرب من واقع قاس قاتل مميت.. وكان أيضاً يبحث عن نقطة الضوء التي طالما تلمسها فما وجدها.
أخيراً سيتحقق الحلم الكبير!!
هكذا حدثته نفسه وهو يعدو ويسابق الريح نحو المغرب.
أمه هي التي بعثت فيه هذا الأمل.
آهٍ يا أمي .. سأعود بعد قليل لأبشرك
كان ذلك قبل عام وثلاثة أشهر .. هو يحفظ ذلك التاريخ جيداً .. كان القصف يلف المدينة الصغيرة ويسكن طرقاتها ويملأ أسماع وأبصار أهلها .. كانت القنابل الفسفورية هي طعامهم في الصباح وأيضاً في المساء .
كانت هي الهواء الذي يتنفسونه والماء الذي يشربونه .. كان الخراب والدمار يعيش بداخلهم كما يعيشون هم بداخله.
في ذلك الصباح الكئيب كان يجلس وحده خارج الدار على حجر كبير أنهار من منزل دكته القنابل قبل الفجر بساعتين .
أخبره والده أن جميع من كانوا بالدار صاروا شهداء .. كان أبوه وأمه مع بقية الجيران القلائل الذين بقوا على قيد الحياة .. كانوا هم وحدهم فريق الإنقاذ الذي اقتحم الأنقاض بعد الغارة كانوا هم أيضاً المسعفين الذين جاءوا لمعالجة الجرحى .. كانوا في النهاية هم المصلين على أجساد الشهداء صلاة الجنازة .. فقد مات أهل البيت جميعاً .
بعد صلاة الصبح شاهد أباه يبكي.. كانت المرة الأولي التي يشاهد فيها دموع أبيه .. لم يسأله عن سبب بكائه .. لكن الأب قال مجيباً على سؤال رآه مرتسماً في عينيه:
العجز يا بني .. العجز يا بني.
حكي لابنه أنه دفن بيديه منذ بدأ القصف أكثر من خمسين رجلاً وطفلاً وامرأة..
خطا خطوتين فوق الأنقاض وتناول حقيبة صديقه (وائل) الذي مات منذ ساعات قليلة .. عاد ليجلس فوق الحجر وراح يقلبها .. هذا مصحفه .. كان صديقه يحلم بأن يتم حفظ القرآن في المسجد الأقصى .
تنهد في أسىً .. وأطلق العنان لدموعه كي تجري على خديه وهو يتمتم:
في يوم قريب سأصلي في المسجد الأقصى وسأقرأ القرآن كله هناك عدة مرات وسأهدي ثواب قراءتي لروحك يا صديقي العزيز.
وهذه كراسة الحساب .. كان (وائل) ماهراً في الحساب كان يؤكد له أنه عندما يكبر سيصير مهندساً.
هذه كراسة الرسم .. رسم في كل صفحة من صفحاتها صورة طائرة وكتب فوقها (رائد طيار سامر)
هكذا تعاهدا أن يكون هو طياراً وأن يكون صاحبه مهندساً .. لكن نصف الحلم تبخر .. نعم ضاع نصف الحلم .
كان أزيز الطائرات يعلو ويعلو .. هو يدرك جيداً أنها تقترب من دارهم .. لأنها الدار الوحيدة التي لم تدمر في الحي كله حتى الآن !!!
لم يفكر في الهرب .. فإلى أين يمضي ، وغزة كلها محاصرة من الجميع ومستباحة ليل نهار .. تمتم في نفسه وكأنه يخاطب صديقه :
الآن سيضيع نصف الحلم الآخر يا (وائل).. ألقي الكراس بعنف فوق الأرض عندما بدأ القصف .. وأغمض عينيه منتظراً الموت.
لم تخب توقعاته فقد انفجرت القنابل على مقربة منه .. لفح وجهه هواء ساخن محمل بأتربة ودخان .. لكنه لم يصب.. عاودت الطائرات القصف .. وعاد الهواء الساخن بدخانه وأتربته يلطم وجهه .. سمع صرخة مكتومة ففتح عينيه مفزوعاً فهو يعرف جيداً هذا الصوت .
كان الدخان والتراب يتصاعد من منزله .. جرى مسرعاً نحو الباب الذي طار من شدة القصف أسرع نحو غرفة والده كان بعض جدرانها قد تهدم .. كانت أجزاء من السقف قد انهارت أيضاً .. والغبار والدخان يملآن المكان لكنه استطاع أن يلمحه .. كان يرقد ونصفه تحت الأنقاض .. صرخ:
أبي
وجد أمه إلى جواره والدماء تنزف من كتفها ويديها .. راحا يدفعان الأنقاض من فوقه
رأى كفي أبيه وقد أكلتهما النيران .. لكن وجهه كان سليماً عندما أنقشع الغبار قليلاً وسقطت أشعة الشمس من فتحات السقف المتهدم فوق وجهه رآه مشرقاً كان يبتسم نعم كان يبتسم .
عندما أزالا كتلة خرسانية كبيرة من فوق صدره اكتشف أن صدره قد تهشم بصورة خطيرة .. صرخت الأم فالتفت الأب نحوها:
اصبري .. ليس لنا إلا الصبر.
قالها ثم التفت إلى صغيره .. وعندما التفت عيناه بعينيه صاح وكأنه أسد يزأر:
لا تنكسر. إنهم يفعلون ذلك كله كي يحطموك أنت .. فلا تنكسر.
تمتم بالشهادتين ثم فاضت روحه
أكثر من عام مضي .. ولا زال صوت والده وهو يردد الشهادتين يرن في أذنه .. ولا زالت وصيته (لا تنكسر) تسكن قلبه.
انكفأ الصبي وهو يجري .. لكنه سرعان ما قام وواصل العدو نحو المغرب .. فأخيراً فتحت بوابة صلاح الدين.
بعد أن انتهت الحرب الوحشية لم يتحسن حالهم .. فقد ظل هو وأمه يقطنان خيمة صغيرة ممزقة بجوار أطلال بيتهم .. وظل الجوع والبرد ينهشهم.. لكن وصية والده (لا تنكسر) كانت تعيش معهم داخل خيمتهم الصغيرة .. شيء آخر كان يسكن معه في خيمته
إنه صلاح الدين!!
نعم.. صلاح الدين!!
أمه حدثته كثيراً عن صلاح الدين .. هي أكدت له أنه سيأتي كما أتي قديماً .. سيأتي ومعه جيش جرار .. وسيستنقذ المسجد الأقصى.. وسيحرر القدس .. كانت تشير له نحو المغرب وتقول:
من هناك أتى صلاح الدين .
واليوم ستفتح بوابة صلاح الدين .. وسيدخل منها .. نعم هو واثق من ذلك .. أمه قالت له إن ذلك اليوم سيأتي .. أمه لا تكذب قط .. هو ذاهب إليه ليكون في استقباله .. سيصافحه وينحني يقبل يده ثم يرفع قامته الصغيرة ويستدير لينضم إلى صفوف جنوده .. نعم سينضم إلى جيش صلاح الدين .. لأنه لم ينكسر .. نعم لقد عمل بوصية أبيه ولم ينكسر .. لذا سيقبله صلاح الدين حتماً في صفوف جيشه .
عندما يبدأ الجيش المسير صوب بيت المقدس سوف يستأذن صلاح الدين أن يعرج معه على خيمته الصغيرة كي تراه أمه وتري جيشه العظيم وتري صغيرها وقد صار جندياً في جيش صلاح الدين .. سيخبره أنه كان يقطن معهم في هذه الخيمة البالية .. كان يقطن معهم أيضاً وصية والده لأمه (اصبري) وصيحته المدوية (لا تنكسر) .. لن يحدثه عن الجوع والبرد الذي كان يلفهم ويحطم أجسادهم .. هو أكبر من أن يقول ذلك.
سيأخذ بيد صلاح الدين ويستعطفه أن يذهب معه لقبر أبيه كي يدعوا له، سيذهب به أيضاً إلى قبر صديقه الصغير (وائل) سيطلب منه أن يترحم على أحد جنوده الصغار قائد كتيبة سلاح المهندسين الذي اغتاله العدو بغارة وحشية قبل أن تبدأ المعركة .. وقبل أن يأتي صلاح الدين.
ثم .. ثم سيتقلد سلاحه ويستأذنه أن يكون حارسه الشخصي .
كان يقترب بسرعة من البوابة .. إنها تلوح هناك كنقطة ضوء في آخر نفق مظلم .. زاد من سرعته حتى كاد قلبه الصغير يتوقف لكن قدميه لن تتوقف حتى يصل إلى البوابة.
وقف مندهشا وسط سيارات القافلة البيضاء اللامعة .. كان بعضها يحمل صورة صليب أحمر .. بينما قد رسم على بعضها الآخر هلالاً أحمر هو الآخر..
راح يسأل السائقين عن صلاح الدين .. كانوا يسخرون منه .. توجه نحو كبير القافلة ذي العينين الخضراوين والشعر الأصفر وسأله.
لماذا لم يأت صلاح الدين
هز الرجل رأسه فهو لم يفهم سؤاله .. أشار إلى بعض معاونيه الذي هبط مسرعاً وعاد ومعه كيس من دقيق وعلبة لبن مجفف.
كاد أن يطيح بهما .. لكن فكرة لمعت بذهنه جعلته يختطف ما بيدي الرجل قبل أن يستدير ليطلق ساقيه للريح عائداً إلى حيث ترك أمه ..
كان الآسي يعتصره .. لكنه لم ينكسر .. فقد انفتح أمامه السبيل واتضح له الطريق
ضاعف من سرعته مراراً.
لم يدرك كيف وصل بسرعة إلى خيمته .. كانت أمه تجلس هناك .. وقف فوق رأسها وصاح:
لماذا خدعتني؟!
رفع بيده اليمني كيس دقيق قد رسم عليه صليب أحمر كبير .. ورفع بيديه الأخرى علبة لبن قد رسم عليها هلال أحمر كبير هو الأخر ..
في وقت واحد ألقي بهما بعنف فوق الأرض وراح يدهسهما بقدميه وهو يكرر:
لماذا خدعتني؟! لماذا خدعتني؟!
دق الأرض بقدمه وهو يصيح :
من هنا سيخرج صلاح الدين.
الخميس الموافق
16/4/1431هـ
1/4/2010م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assemabdelmaged.alafdal.net
 
بوابة صلاح الدين .. قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وسع للكبير :: أدب اسلامي :: أدب اسلامي-
انتقل الى: