وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وسع للكبير


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قصة قصيرة2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 315
نقاط : 957
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/02/2013

قصة   قصيرة2 Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة2   قصة   قصيرة2 Emptyالإثنين فبراير 04, 2013 10:14 pm

لم/ عاصم عبد الماجد
اهتزت يده بشدة بمجرد أن أفلحت أصابعه في التقاط حافظة النقود من جيب الرجل المندفع نحو الحافلة.. بعد لحظة كان جسده كله ينتفض.. فأسرع بإلقاء الحافظة علي الأرض .. تبعثرت الأوراق النقدية اللامعة فوق الإسفلت .. دهستها أقدام المندفعين نحو سلم الحافلة.. لم يشعر بنفسه إلا وهو يقفز إلي صاحب حافظة النقود ليمسكه من كتفه في اللحظة التي كانت فيها إحدى قدميه قد استقرت بالفعل علي سلم الحافلة.
حاول الرجل جاهدا ً أن يتخلص من قبضته ليصعد بقدمه الأخرى.. لكن كفه تشبثت بكتفه بقوة تشبث الذي يوشك علي الغرق بمن ينقذه.. كان يصيح به وكأنه يتوسل منه ألا يفلت من قبضته:
حافظة نقودك .. حافظة نقودك
وضع الرجل يده على جيبه وهو يلتفت إلي مصدر الصوت ليجد صاحبنا مازال يكرر بصوت يرتفع شيئاً فشيئاً وهو يشير إلي الأرض :
حافظة نقودك .. حافظة نقودك
قفز الرجل إلي الوراء مسرعاً.. وانحنى الرجلان بين الأقدام وراحا يجاهدان الأجسام المندفعة كي يجمعا الأوراق المالية المبعثرة.. والتي أطاحت بها الأقدام المسرعة.
كان جسده لا يزال ينتفض بشدة عندما صافحه صاحب الحافظة شاكراً إياه على هذا الجميل الذي لن ينساه له.
بقي ذهنه مشتتاً وهو يجلس إلي جواره على المقهى.
يبدو أنها سقطت مني في الزحام.
هكذا قال صاحب الحافظة.. فاكتفى صاحبنا بأن هز رأسه موافقاً دون أن يتكلم.
أنا لم أتعود على ركوب الحافلات من قبل.. لذا لم أشعر بها وهي تسقط من جيبي.
للمرة الثانية صمت ولم يتكلم .. كان العرق الغزير يكسو جبينه ووجنتيه .
لقد بعت سيارتي اليوم.. وكاد ثمنها يذهب هباءً لولا حكمتك وأمانتك .
آلمته الكلمة الأخيرة فأطرق برأسه.. فوجئ به يدس شيئا ً في يده.. انتفض مذعوراً وكأنما لدغته عقرب وهو يسمع الرجل يقول :
هذه مكافأة بسيطة
فتح كفه المرتعشة فسقطت فوق المنضدة ورقتان كل واحدة منهما بمائتي جنيه.. نفضهما بيده ليسقطا على الأرض.. وراح ينظر إليهما بعينين زائغتين.. ثم فجأة هب واقفاً.. وهم بالانصراف دون أن يستأذن من الرجل.. سار خطوتين لا أكثر قبل أن يلحق به ليضع في يده هذه المرة ورقة صغيرة.
هذا عنواني لابد أن أراك في أقرب فرصة.
راح يجر قدميه نحو البيت وهو غير مصدق ما حدث.. كان يتساءل في حسرة ويحاسب نفسه في عنف :
( هل أصبحت سارقاً ؟؟!!)
( لا..لا .. لقد ألقيت الحافظة من يدي)
( لكنك أخرجتها من جيبه .. أنت سارق..)
( لا...لا.. أنا لم أحتفظ بها .. نعم لم أحتفظ بها..)
( لكنك أخذتها .. أنت سارق ..)
( لكني رددتها إليه.. نعم .. أنا الذي رددتها .. )
كادت سيارة مسرعة أن تدهسه وهو يسير متخبطاً في وسط الشارع.
عندما دلف إلي داخل منزله كان جسده كله يتصبب عرقاً.. تسلل إلى غرفة نومه دون أن يلقي نظرته المعتادة على الأولاد.. كان يعلم أنهم ناموا جوعي كما هو حالهم منذ ثلاث ليال.
استيقظت زوجته وراحت تقلب بصرها بين يديه الفارغتين وعينيه الزائغتين.. هو يعرف جيداً لماذا تنظر إليه هكذا .
لقد وعدها أنه سيعود هذه المرة بطعام للأولاد ودواء لها هي.. عندما سألته: كيف ومن أين ؟!.. أكد لها أنه سيفعل.
ولكنه بالطبع لم يفعل.. هي لا تعرف ما حدث.. وهو لا يستطيع أن يحكي لها فعلته.
اكتفى بنظرة متحسرة من وجهه الحزين.. ففهمت أن الليلة ستكون مثل سابقتها وستكون مثلها عشر ليال بعدها حتى يهل موعد قبض نصف راتبه الهزيل.. بعد أن اقتطع البنك النصف الآخر لسداد الدين الذي اقترضه لمصاريف علاجها.
غاص إلى جوارها في السرير، وغطى رأسه، راحت تتحدث إليه.. لم يكن يسمع ما تقوله.
كان لا يزال يتساءل مندهشاً هل أصبح بالفعل سارقاً.. هل هذه نهايته!!
صاح المذيع عبر جهاز الراديو القديم معلناً أن الحكومة رفضت تقرير البرلمان الأوربي عن حقوق الإنسان في البلاد.. وأنها تدعو المواطنين للتبرع بيوم من رواتبهم بدلاً عن المعونة الأوربية !!
قام مسرعاً ليحطم المذياع.. لكنه عدل عن هذه الفكرة في اللحظة الأخيرة، وقرر أن يبيعه في اليوم التالي.. كما باع من قبل التلفاز والثلاجة وغيرهما.
كانت الساعة تقترب من الرابعة فجراً عندما استطاع أن ينام.. هو لم ينم إلا بعد أن قرر أن يقابل الرجل ليحكي له الحقيقة.. كان هذا هو الحل الذي توصل إليه كي يخفف ولو قليلاً من آلامه النفسية !!
كاد الرجل يطير فرحاً بهذه الزيارة
لقد كنت أنتظرك بفارغ الصبر !
قالها مراراً قبل أن يضيف :
أنا أبحث عن رجل مثلك منذ زمن طويل .
حكي له عن سبب تعثر تجارته :
الأمانة قليلة جداً يا أخي .. كل من عمل معي كان همه الأوحد أن ينهب ما تطوله يده.. كان لا بد أن أتعثر !!
تنهد بحرقة قبل أن يكمل :
كنت أعتزم اعتزال التجارة.. لكن بالأمس فقط عندما حدث هذا الموقف العظيم منك قررت العدول عن هذه الفكرة ..
كانت الكلمات تؤلمه.. وكأنها سياط تمزق ظهره.. حاول مراراً أن يقاطعه كي يقص عليه الحقيقة.. لكن الرجل كان مندفعاً في الحديث:
ستكون شريكي من الآن فصاعداً .
فتح فمه من الدهشة !!
ثمن السيارة لم يعد ملكي وحدي.. فأنت الذي أنقذته من الضياع.. سيكون هذا الثمن مناصفة بيننا لنبدأ بها مشروعاً.
مشروعاً !!!!
نعم نعم .. سنكون من اليوم شركاء.. أرجو أن تقبل ذلك.
لم يكن مصدقاً ما تسمعه أذناه.. لاحت له صورة زوجته المريضة وأبنائه الجوعي.
لكن شيئاً من ذلك لم يوهن عزمه أن يفعل ما جاء من أجله !! راح يلتمس الفرصة كي يحكي له القصة.
تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assemabdelmaged.alafdal.net
 
قصة قصيرة2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وسع للكبير :: أدب اسلامي :: أدب اسلامي-
انتقل الى: