وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وسع للكبير


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قصة قصيرة3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 315
نقاط : 957
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/02/2013

قصة   قصيرة3 Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة3   قصة   قصيرة3 Emptyالإثنين فبراير 04, 2013 10:16 pm


بقلم / عاصم عبد الماجد
- كان يشعر بالقلق!!.. حاول تهدئة قلقه بإشعال سيجارة جديدة.. كانت سابع سيجارة له في أقل من ساعتين.. لكن أيا ً منها لم يخفف ولو شيئا ً يسيراً من قلقه وتوتره.. بل كانا يزدادان كلما اقتربت الساعة من الثانية عشرة ظهراً.
- ففي هذا الموعد لابد أن يكون مقاله جاهزاً عند قسم المراجعة في الجريدة.
- ليست المشكلة في قدرته على إنجاز المقال.. فما زال أمامه ساعة ونصف، وهو قادر على أن يكتب فيها ثلاث مقالات لا مقالاً واحداً.
لكن المشكلة في أنه قد حدد مسبقا ً عنوان المقال ونشرته الجريدة بالأمس بالبنط العريض في صفحة الفكر الديني التي تولى الإشراف عليها عشر سنوات كاملة قبل أن تتم ترقيته إلى مدير التحرير.
"أنا الآن ثالث رجل في هذا الصرح الإعلامي الكبير"
- هكذا وسوس لنفسه كي تستعيد شيئاً من الثقة.. لكن هذا لم يحدث.. بل حدث عكسه.. فقد انقبض صدره عندما وسوس له شيطانه أن تهوره اليوم قد يدفع به إلى الخلف.. وقد يهدم فوق رأسه كل ما بناه في سنوات طوال.
- "ما شأني أنا بهذه القضية!".. هكذا نسيت فجأة القاعدة الذهبية التي ظللت أتبعها سنوات طويلة "لا تقل شيئاً ذا قيمة كي لا تغضب أحداً ذا قيمة".
- هكذا في لحظة تهور أقرر أن اكتب عن تحرير المسجد الأقصى.. "إيه كم أنا ساذج.. للبيت رب يحميه.. وأنا مسئوليتي حماية مستقبل أولادي وأرقام حساباتي في البنوك".
- ازدرد ريقه بصعوبة وهو يحاول أن يقنع نفسه أنه قادر على أن يكتب ولا يغضب أحداً.. كعادته.. أعاد قراءة المسودات الثلاث التي كتبها لكن واحدة منها لم تعجبه.. ففي كل منها ما قد يجلب عليه المصاعب والمتاعب.
أمسك بالقلم وراح يقلبه بين أصابعه كما يفعل الحاوي بعصاه الصغيرة قبل أن يطرق بها فوق قبعته ليخرج منها أرنباً.. هو يتفاءل كثيرا ً بهذه الطريقة البارعة التي تعلمها من "الحاوي".
- فما من مرة تفلح أصابعه في التلاعب بالقلم بهذه الطريقة إلا وأبدعت مقالاً يحقق له ما يرجوه من علو مرتبة وذيوع صيت وسعة رزق.
(إنها مسئولية الشعوب !! نعم !! فالشعوب – وحدها – هي المنوط بها تحرير الأقصى.. وإن لم تفعل فهي المقصرة وعليها وحدها يقع اللوم........).
- كان يشعر بنشوة كبيرة وهو يخط هذه العبارات ؛ فالشعوب أضعف من أن تؤذيه أو تحرمه من ترقية.. وهذه هي عادته دائماً: إلقاء اللوم على الطرف الضعيف الذي لم يخطئ.. لشراء رضا القوي المخطئ!!
- انطلق قلمه يكتب ويكرر.. ويؤكد بسرعة عجيبة.. لكن أصابعه تقلصت فجأة فوقف القلم فوق الورق.. وكأنما صار هو وأصابعه وقلمه وأوراقه تماثيل من شمع جامدة !!!!!
" يا لي من غبي !! كدت أحطم نفسي بنفسي !! سيُفهم من هذا أنه تحريض للشعوب على الثورة.. أو أنه حض لها على أن تحمل السلاح وتتجه صوب الأقصى .. يا لي من ساذج !!".
- أسرع بتمزيق الورقة.. وزيادة في الحرص مزق ثلاث أوراق أخر تحتها خوفاً من ظهور أي أثر للقلم فوقها!!!!!!!!!!
- اتجه صوب النافذة وهو يشعل سيجارة أخرى.. أزاح الستارة الرقيقة وراح يحملق في أمواج النهر المتهادية.. فوجئ بالسيجارة تتراقص بين أصابعه كعصا الحاوي.. أدرك أن الفكرة السديدة ستأتيه حالاً.. أسرع إلى مقعده بعد أن تخلص من السيجارة المحطمة بين أصابعه.. التقط القلم، وبعد أن تراقصت به أصابعه بسرعة عجيبة راح يكتب:
( تسألني متى سنحرر الأقصى؟؟!!.. وأجيبك: عندما نهتم بالجوهر دون المظهر وعندما تشغلنا الحقائق دون القشور والمظاهر .. خذ عندك مثلاً موضوع النقاب أو مسألة اللحية أو السواك.. كم شغلتنا هذه القضايا ؟؟!! هب أن الفتاة لبست فوق النقاب عشرين نقاباً أو حتى أربعين فإن هذا لن يحرر الأقصى .................).
- كان متأكداً هذه المرة أنه لم يخطئ ، وأن مهارة الحاوي ما زالت في أصابعه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assemabdelmaged.alafdal.net
 
قصة قصيرة3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وسع للكبير :: أدب اسلامي :: أدب اسلامي-
انتقل الى: