ما لي أرى أيام عمري تذهبُ
*
كالشمسِ تلتحِفُ السوادَ وتغربُ
وتقول أروى ما لِنُوقِكَ تَنْصَبُ
*
والقومُ قدْ سَئِموا الرحيلَ فأضْربوا
أَمَّا لِنُوقِك لليمين توجَّهت
*
والركْبُ عن هذا الطريقِ تنكّبُوا
قالوا طريقٌ موحش فيه البَدَا
*
وبهِ الأعادِي كُثَّرٌ لن يُغْلَبُوا
قلتُ اتركي كلّاً يتيهِ برأيهِ
*
فالناسُ فيما يعشقون مذاهبُ
إن يعشقوا الغِيْدَ الحسانَ فيرغبوا
*
أو يعشقوا الصوت الحزين فيطربوا
أو كان غايةُ سعيهِم ونضالِهمْ
*
خمراً تَمَايَلُ بالرءوسِ وتلعبُ
أو كان قلبُهُمُو لكنزِ دراهمٍ
*
يهفُو يَبيْتُ يَعُدُّهَا وَيُقَلِّبُ
أو كان سعيهمُو لنصرِ مذاهبٍ
*
من صنع مخلوق يقولُ فَيُغْرِبُ
أو إن تريهم في النفاقِ جهادهم
*
وإلى السلاطينِ اللئامِ تقرَّبُوا
لا تحْسُدِيْهِْم واعلمي أن الوَرَى
*
كُلّاً بِحُبِّ حَبيبه يَتَعَذَّبُ
لكنما قلبي يَرُومُ مََحَبةً
*
فيها الفؤادُ مُنَعَّمٌ ومُقرَّبُ
يا ناقُ سيري للحبيب محمد
*
فالحبُّ بعد محمدٍ لا يُرْغَبُ
سيري وغُذِّي السيرَ إنَّ المصطفى
*
من نَبْعِهِ فيضُ الهدى يَتَسَكَّبُ
يا سيِّدَ الرُّسْل الكرامِ إذا الورى
*
قالوا بأرضٍ غيرِ أرضك أَرغَبُ
عن أرضهِمْ وأحُطُّ رحلي عندكُم
*
فهنا ينابيعُ الهدى لا تَنْضَبُ
كم من رفيقٍ كنت أرجو قربَهُ
*
كدْنا لطُولِ الوَصْل فردا نُحْسَبُ
فارقْتُهُ وقطعتُ حبل مودتي
*
عن كل مَنْ هذا الطَريق تنكبوا
من قبلكم كنا بآراء الرجا
*
ل الظالمين الجاهلين نُشَبِّبُ
هذي مذاهبُهُمْ وتلك رُؤَاهُمُو
*
هَذي مبادِؤُهُمْ لها نَتَعَصَّبُ
أمضيت دهراً في الروى وحسبت من
*
فرط الجهالةِ أنني لا أُذْنِبُ
حتى سرت لي لمحةٌ من نوركِمْ
*
قُلْ للعطاش الدهرَ لاح المشربُ
فعدوت خلف النور خوفَ فواتِهِ
*
ربَّاهُ إني تائبٌ متقرِّبٌ
يا سيد الرسل الكرامِ المصطفى
*
في حبكم قلبي يهيمُ ويَطْرَبُ
إني أسيركُمُو بِحُرِّ إرادتي
*
إن يُطْرَدِ العبدُ الأسيرُ سَيُسْلَبُ
ويعود نهباً للعدا فإلى الردى
*
ربَّاه لا .. لا تَتْرُكَنِّي أذهبُ