وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
مرحباً بك
فى منتدي الشيخ عاصم عبد الماجد
يشرفنا تواجدك معنا
وسع للكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وسع للكبير


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قـــــلة أصـــــل ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 315
نقاط : 957
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/02/2013

قـــــلة أصـــــل ... Empty
مُساهمةموضوع: قـــــلة أصـــــل ...   قـــــلة أصـــــل ... Emptyالأربعاء فبراير 06, 2013 3:50 am

أتدري لماذا اصطحبتك معي الليلة يا ميمون؟؟

هكذا سأله ثم أجاب دون أن ينتظر:

- لأن من حقك أنت الأخر أن تفرح به .. نعم أنا وأنت فقط من حقنا أن نفرح به اليوم ..

التفت إليه وهو يخطو إلى جواره بخطى واسعة ثم أكمل قائلا:

- عرقي وعرقك قد أثمرا في النهاية يا ميمون .. إنه الآن الأستاذ فرج فتحي إسماعيل .. ليس هو الولد فرج بن زمان الذي كان يبيت بجوارنا على الحصيرة البالية .. إنه الأستاذ الدكتور .....

توقف عن المسير وهو يقول:

- لا .. لا تظن أننا نريد منه شيئا .. استأنف السير والحديث ..

- بل لن نجعله يرانا .. سنجلس في الصف الأخير . فلسنا نريد منه شيئا .. نعم هو ابني .. وقد تعبت أنا وأنت معا في تربيته ولكني لم أنسي أبدا يا ميمون أنه تنكر لي بعد تخرجه وحتى قبل خروجه من مصر إلى أوروبا .. لقد تكّبر على ومن يومها وقد أقسمت أن لا أحدثه ولا أطلب منه شيئا .. وقد قلت لك يومها يا ميمون .. وأنا مازلت عند عهدي .. لكن هذا لن يمنع أن نفرح به يا ميمون.

كانا قد اقتربا من بوابة معرض الكتاب .. توقف والتفت يمين البوابة يتأمل الإعلان الذي يحمل اسم ابنه .. أخذ يقرؤه بصوت مرتفع وكأنه يترجمه لميمون ..

- موعدكم الليلة مع الأستاذ الدكتور/ فرج فتحي إسماعيل يحدثنا عن الدولة المدنية والديمقراطية.

.. استأنف المسير ..

- إلى أين يا .....؟

- سلام عليكم .... إلى المحاضرة.

- ممنوع .... ممنوع يا .....

- ما هو الممنوع يا أستاذ؟

- ممنوع دخول القرد.

- من قال ممنوع .. إنه ميمون .. ميمون .. وقد جاء خصيصا ليستمع إلى الأستاذ الدكتور فرج ..

- قلت لك ممنوع ..

- يا أستاذ افهمني ميمون قد عطل شغل الليلة وحضر لمشاهدة الأستاذ الدكتور ..

- هو مشتاق إلى الدكتور فرج ..

هز ميمون رأسه عدة مرات مؤكدا ومؤيدا .. أردف فتحي:

- ميمون قرد مثقف يا حضرة.. ليس كقرود السيرك أو حديقة الحيوانات ..

- لا ...لا ... ميمون سمع دروس الطلبة من ابتدائي وحتى كلية الزراعة .. ميمون يفهم جيدا ..

- ولو .. ممنوع .. أتفضل حضرتك بالدخول وحدك.

- وحدي .. كيف ... واترك ميمون .. مستحيل .. ميمون تعب معي ولابد أن يراه ويفرح به ويري ثمرة عرقه.

أحس فتحي أنه يكاد يبوح بما لا يريد أن يقول فسكت وأشار لميمون بيده فوقف على قدميه الخلفيتين ومشي نحو الواقف على البوابة وأخذ يداعبه .. ضحك الرجل من حركات ميمون وقال:

- تستطيع أن تتركه معي لحين انتهاء المحاضرة وتدخل أنت بمفردك.

- مستحيل أنا وميمون لا نفترق.

- إذن لا فائدة .. سترجع أنت وميمون ولن تسمعا المحاضرة ..

سكت لحظة ثم قال مشجعا:

- المحاضرة الليلة مهمة جدا .. والمحاضر رجل من السلطة وخسارة لو فاتتك .. لكن لا داعي للقرد.

نظر في ساعته وهو يقول:

- أسرع لو أردت اللحاق .. فالمحاضرة سوف تبدأ الآن ..

تردد فتحي لحظات .. هل يعود بميمون .. أم يتركه ويدخل بمفرده ؟؟؟ .. كان به شوق لولده فهو لم يراه منذ ثماني سنوات لكن الوفاء يمنعه من ترك ميمون .. تلاقت عيناهما للحظة .. ثم هز القرد رأسه وكأنه يشير على صاحبه أن يتركه ويذهب.

- معذرة يا ميمون سوف تنتظرني هنا ..

أمسك بسلسلته وربطها بجوار الرجل الواقف على البوابة ..

- أرجوك أن تتلطف مع ميمون .. إنه ذكي وسيعجبك كثيرا.

مشي خطوتين ثم التفت إليه:

- سأحكي إليك كل ما قاله عندما أعود يا ميمون.

تركه وهو يلوم نفسه:

- والله ميمون أصيل .. خسارة .. كنت أتمني أن يكون فرج أصيلا مثله .. إيه ..

- لولا قلب الأب ما كنت تركت ميمون .. ولا كنت جئت إلى هنا أصلا ..

ترقرقت عيناه بالدموع وهو يقول:

- ملعون أبو قلة الأصل .. الولد تبرأ مني .. وأنا لا أستطيع فراقه .. ملعون أبو قلة الأصل .. أنا لا أريد منه نقودا ولا أريد منه شيئا .. أريد فقط أن أراه ولو كل سنة مرة .. فرج الذي كان ينام في حضني وأجوع لأطعمه .. وأمرض فلا أترك العمل لا أنا ولا ميمون لنوفر له ثمن المذكرات .. فرج الذي صنعته من عرق جبيني يسافر أوروبا ويأتي منها ولا أسمع إلا من الإعلانات .. لكنه الآن يظهر اسمه في الإعلانات .. فرج أصبح مهما جدا على ما يبدو يا فتحي .. ليس هذا وقت حزن يا رجل .. الليلة عيد يا فتحي .. فرج اسمه معلق في شوارع القاهرة .. والجيران قالوا أنه يظهر في التلفاز ورأيت صورته بالأمس في الصحيفة مع رجل في حلقة ميمون .. فرج وصل .. وأنت عملت عملا كبيرا في حياتك يا فتحي.

وكان قد وصل إلى القاعة حيث صورة ابنه معلقة .. وقف أمامها قليلا وهو يتمتم بصوت خفيض:

- سلام عليكم يا فرج .. كل عام وأنت طيب يا بني .. أنا بخير .. وميمون بيسلم عليك .. والدتك ماتت منذ ثلاثة أعوام .. كانت تريد أن تراك ..

لاحظ أن رجلان يرمقانه بنظرات غريبة وهما يدخلان إلى القاعة اكتشف أن صوته ربما يكون قد ارتفع فسمعاه وهو يكلم الصورة .. هٌيئ إليه أن الرجلين يريدان أن يصيحا في وجهه (مجنون).

لم يأبه إليهما تركهما يدخلان ثم أكمل حواره مع الصورة فهذه هي الفرصة الوحيدة لمنجاة ولده.

- أنا كبرت يا فرج .. وقد أموت قريبا .. أوصيت أن أدفن إلى جوار أمك بمقابر الصدقة .. لا تنسى زيارتنا يا بني هناك.

حبس دموعه ودخل إلى القاعة .. فوجئ بأنها شبه خاوية ورغم ذلك جلس في الصف الأخير فهو لا يريد أن يرى ولده أو يتعرف عليه .. كان فرج لم يصل بعد .. راح يسترجع عنوان المحاضرة (الدولة المدنية والديمقراطية) .. أخذ يتساءل عن معني هاتين الكلمتين؟؟؟؟



( 2 )



بعد أقل من ساعة فوجئ بصاحبه قد أقبل على عجل ووجهه محمر ..

- لماذا خرجت سريعا؟؟

هكذا سأله الواقف على البوابة .. لم يجبه فتحي ومد يده ليحل السلسلة من حول العمود أسرع خارجا وبجواره ميمون يجري متعجبا ومد إليه رأسه وكأنه يسأله عما حدث ؟.. مضى صامتا ولم يتكلم حتى إذا هدأت جوانحه بدأ يهدأ من خطواته ..

- الولد انتهى يا ميمون .. كل شيء انتهي اليوم.

لم يبد ميمون أية أشارة على أنه فهم شيئا.

- الولد ضد تطبيق الشريعة الإسلامية .. هل تصدق هذا يا ميمون؟؟؟؟

وجم القرد بينما أكمل صاحبه ..

- قال كلاما كثيرا لم أفهمه وفجأة طعن في الشريعة .. لم أصدق نفسي .. كرر الكلام مرة ومرة ومرة .. تأكدت من قصده .. هل تعرف ماذا قلت يا ميمون؟

وقف القرد ومد قامته في فضول ..

- صحت .. العيب على الذي جعل منك أستاذا قبل أن يعلمك الدين والتقى.

قفز ميمون مرتين..

- صاح رجل بدين كأنه سيد قشطه .. أخرج يا جاهل.

- صحت بوجههم .. ملعون أبو المحاضرة .. وملعون أبو الدولة المدنية .. وملعون أبو أوروبا التي عوجت مخ الولد .. كنت سأقول له عيب يا ولد يا فرج يا ابن القرداتي .. لكني لم أفعل.

عض ميمون على شفتيه ..

- نعم لم أفعل .. خسارة أن أذكر اسمه بجوار اسم القرود ..

- أنت والله أفضل منه يا ميمون ..

تنهد في أسى ثم قال:

- فرج مات يا ميمون .. مات وانتهى .. كان لابد أن اعرف أنه مادام ليس فيه خير لأبيه فلن يكون له خير في دينه .. سار خطوات ثم صاح ..

- العشاء كدت أن أنسي صلاة العشاء يا ميمون ..

وقف إلى جوار شجرة وأقام الصلاة ثم كبّر .. الله أكبر .. قرأ الفاتحة .. أحس براحة غريبة وهو يرتل بصوت حزين.



- بسم الله الرحمن الرحيم .. (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).

ثم قال ...

- الله أكبر ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assemabdelmaged.alafdal.net
 
قـــــلة أصـــــل ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وسع للكبير :: أدب اسلامي :: أدب اسلامي-
انتقل الى: